1 00:00:30,400 --> 00:00:35,280 ملايين من الناس من مختلف أرجاء العالم من ديانات وأعراق مختلفة يحبُّونه... 2 00:00:35,760 --> 00:00:36,660 من هو؟ 3 00:00:37,680 --> 00:00:39,280 هو رجل اختلف الناس بشأنه؛ 4 00:00:40,100 --> 00:00:41,180 هل هو إله؟ 5 00:00:41,340 --> 00:00:42,820 هل هو ابن الإله؟ 6 00:00:43,340 --> 00:00:45,200 هل هو الإله الابن؟ 7 00:00:45,480 --> 00:00:47,340 هل هو نبي ورسول من الله؟ 8 00:00:47,740 --> 00:00:50,720 أم أنه قضية غيبية في التاريخ ؟ 9 00:00:51,060 --> 00:00:52,640 أم أنه رجل حقيقي؟ 10 00:00:53,080 --> 00:00:57,820 هذه هي أسئلتنا التي سوف نتناقش حولها من منظور الإسلام... 11 00:01:01,260 --> 00:01:06,680 قبل ألفي عام خرج يسوع إلى البشرية بزيِّ البشر في ظروف صعبة للغاية؛ 12 00:01:07,020 --> 00:01:13,700 حينها كانت البلاد كلُّها في قبضة الروم، والخلافات قائمة بين اليهود الذين كانوا يبحثون عن قائد سيِّد جديد... 13 00:01:13,700 --> 00:01:15,180 وهنا ظهر السيِّد المسيح، 14 00:01:15,300 --> 00:01:16,840 الذي قال بنفسه: 15 00:01:17,060 --> 00:01:18,480 إنه ابن الله 16 00:01:18,680 --> 00:01:24,340 هذه المقولة كانت آنذاك بمثابة الفضيحة لدي الناس الذين تساءلوا: كيف يمكن أن يكون هذا الشخص ابن الله؟! 17 00:01:24,540 --> 00:01:26,700 مشكِّكين بادعاءاته 18 00:01:26,820 --> 00:01:31,660 لكن المسيح أثبت حقيقته بالقيام بأعمال لا يستطيعها إلا الله وحده؛ 19 00:01:31,660 --> 00:01:33,700 حيث تجاوز كلَّ الحدود البشرية 20 00:01:34,120 --> 00:01:39,300 وكانت من أهمِّ معجزاته: إحياء الموتى؛ هذه المعجزة تعدُّ قاعدة رئيسية لعقيدتنا، 21 00:01:39,700 --> 00:01:44,260 أحيينا مؤخَّرًا "عيد الفصح" يوم وفاة يسوع وعودته، 22 00:01:44,560 --> 00:01:46,800 هنا تتلخَّص قاعدة الإيمان لدينا؛ 23 00:01:47,020 --> 00:01:50,980 إن اليسوع مات لأجلنا وحمل ذنوبنا حينها على الصليب. 24 00:01:52,620 --> 00:01:57,600 نحن المسلمين نحبُّ أن نحترم ونؤمن بجميع أنبياء الله ورسله 25 00:01:58,280 --> 00:02:03,040 نحن نؤمن بهم جميعًا؛ لأنهم أتَوا بنفس الرسالة "عبادة الله"، 26 00:02:03,460 --> 00:02:08,260 نحن نؤمن بأنَّ جوهر الإسلام هو الخضوع لله، 27 00:02:08,420 --> 00:02:10,060 وقد كانت رسالةَ جميع الأنبياء 28 00:02:10,260 --> 00:02:19,940 لكن مع مرور الوقت حرَّف الناس دياناتهم وكتبهم بعد رحيل الأنبياء؛ 29 00:02:20,420 --> 00:02:23,460 لهذا نجد فروقات في معتقداتهم؛ 30 00:02:24,100 --> 00:02:30,700 أحد نقاط هذه الاختلافات في بعض الديانات كاليهودية والمسيحية والإسلام 31 00:02:31,040 --> 00:02:37,760 نظرة كل دين لطبيعة ومكانة سيِّدنا عيسى صلى الله عليه وسلم. 32 00:02:38,100 --> 00:02:41,500 في اليهودية اتخذ أتباعها نظرة متطرِّفة، 33 00:02:41,620 --> 00:02:49,240 لدرجة أنهم اعتبروه طفلًا غيرَ شرعي ومدعيًا للنبوَّة. حمانا الله من تلك الأفكار 34 00:02:50,340 --> 00:02:53,760 وعندما نقرأ في "الإنجيل" عن بعض تصرُّفات المسيح 35 00:02:54,340 --> 00:02:57,420 نجد أنَّها تدعم وجهة نظر اليهود؛ على سبيل المثال: 36 00:02:57,920 --> 00:03:09,800 ولما فرغت الخمر قالت أمُّ يسوع له: ليس لهم خمر، قال لها يسوع: مالي ولك يا امرأة. (إنجيل يوحنا :2/3) 37 00:03:10,120 --> 00:03:15,100 كيف يمكن لنبيٍّ أو "نصف إله" أن يعامل والدته بهذا الشكل غير اللائق؟! 38 00:03:15,560 --> 00:03:20,620 لكن القرآن الكريم يقدِّم رؤية تكريمية تليق بنبي مصطفى من قِبل الله، 39 00:03:21,040 --> 00:03:34,640 فنقرأ في القرآن الكريم كيف تحدث عيسى عن أمه: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }(مريم:32). 40 00:03:35,220 --> 00:03:37,820 وفي المسيحية اتخذوا نظرة متطرِّفة أخرى؛ 41 00:03:37,840 --> 00:03:44,420 فقالوا: إن عيسى ابن الله، وإنه منزَّه وجزء من الثالوث. 42 00:03:44,980 --> 00:03:47,400 ولكننا في الإسلام اتخذنا طريقًا وسطيًّا؛ 43 00:03:47,500 --> 00:03:54,320 نحن نؤمن بأن عيسى صلى الله عليه وسلم رجل حكيم ونبيٌّ كريم ورسول من الله، 44 00:03:54,560 --> 00:03:57,200 وأنه خال من الخطايا، 45 00:03:57,320 --> 00:04:01,900 وأنه مثال يحتذى به للأمة التي أُرسل إليها، 46 00:04:03,080 --> 00:04:07,520 ومن المفاجئ أن الأناجيل المتواترة والموجودة تؤيِّد الطرح الإسلامي! 47 00:04:07,780 --> 00:04:18,820 ونقرأ في القرآن:{وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم} (المائدة: 72). 48 00:04:19,440 --> 00:04:28,520 ثم نقرأ في إنجيل يوحنا: "أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله"(يوحنا 40/8) 49 00:04:28,660 --> 00:04:44,020 ثم نقرأ أيضًا في القرآن:{ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام} (المائدة: 75) 50 00:04:44,340 --> 00:04:53,800 ثم نقرأ في إنجيل متى (وكان جائعًا في الصبح إذا كان راجعًا إلى المدينة) (متى:18/21). 51 00:04:54,160 --> 00:05:05,200 ونقرأ في القرآن آية: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون}( النساء: 172). 52 00:05:05,860 --> 00:05:17,880 ثم نقرأ في إنجيل لوقا: "يسوع الناصري الذي كان إنسانا نبيًّا" ( لوقا:19 /24). 53 00:05:34,140 --> 00:05:36,580 إن السؤال: هل كان عيسى إلهًا أم بشرًا؟ 54 00:05:36,580 --> 00:05:40,880 ظلَّ مثارًا لمئات السِّنين هنا في الكنيسة البروتستانتية؛ 55 00:05:40,960 --> 00:05:42,620 نحن نؤمن بأنه كان الاثنين 56 00:05:42,800 --> 00:05:45,580 كان بشرًا كاملًا وإلهًا كاملًا في نفس الوقت، 57 00:05:45,960 --> 00:05:48,960 ألوهية اليسوع وبشريَّته ليست منفصلة، 58 00:05:49,420 --> 00:05:50,520 كما أنَّها لا تختلط أيضًا، 59 00:05:50,600 --> 00:05:55,200 من وجهة نظري الشخصية أعتقد أن يسوع روح الله في شكل إنسان؛ 60 00:05:55,840 --> 00:05:59,420 إنه حالة خاصة لا يمكن قياسها ببقية البشر. 61 00:06:01,480 --> 00:06:04,960 الجزء الأهمُّ في أيِّ ديانة هو مفهوم الإله؛ 62 00:06:05,880 --> 00:06:11,920 إننا في الإسلام نؤمن بأنه لا إله يستحق العبادة سوى الله؛ 63 00:06:12,600 --> 00:06:14,360 الإله الذي خلق كل شيء، 64 00:06:14,360 --> 00:06:16,360 وأرسل جميع الأنبياء 65 00:06:16,860 --> 00:06:23,140 ولكن في المسيحية كمثال إن مفهوم الثالوث يصعب فهمه، 66 00:06:23,140 --> 00:06:30,240 حتى إننا نسأل أحيانًا الخبراء الذين يدرسون اللاهوت في الجامعات الإنجيلية، 67 00:06:30,240 --> 00:06:36,440 والذين يعترفون بصعوبة فهمه أيضًا، ولكنه شيء يؤخذ بالتسليم والإيمان. 68 00:06:36,740 --> 00:06:44,400 ولكن إذا نظرنا عن قرب فإن القرآن ذكر واحدًا من أعظم معجزات سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم 69 00:06:44,460 --> 00:06:47,640 عندما تحدَّث في المهد بعد ولادته مباشرة، 70 00:06:47,860 --> 00:06:54,060 وأول الكلمات التي قالها:إنه عبد الله؛ 71 00:06:55,460 --> 00:07:01,160 ولهذا فإنَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد حذَّر المسلمين ونهاهم عن تقديسه 72 00:07:01,520 --> 00:07:07,780 كما فعل قوم سيدنا عيسىى بن مريم فقال:( إنما أنا عبد الله ورسوله). 73 00:07:24,480 --> 00:07:28,740 وظيفة عيسى عليه السلام ووجوده في الأرض لا ليكون إلهًا يُعبد، 74 00:07:29,000 --> 00:07:34,500 بل إنه شخص اختاره الله سبحانه وتعالى ليبيِّن للناس حقيقة عبادة الله، 75 00:07:34,500 --> 00:07:38,080 وهذا هو أصل الفرق بين اعتقاد النصارى واعتقاد المسلمين؛ 76 00:07:38,380 --> 00:07:42,440 يعني عند هذه النقطة يفترق المسلمون والمسيحيون. 77 00:07:42,660 --> 00:07:48,740 فوظيفة عيسى عليه السلام من منظور الإسلام أنه عبدٌ أرسله الله سبحانه وتعالى 78 00:07:48,820 --> 00:07:53,840 كي يبيِّن للناس أنَّ العبادة لله وحده؛ 79 00:07:54,080 --> 00:07:58,040 وهذا ما ذكر عدَّة مرات في الكتب المقدَّسة لدي المسيحين بجميع طوائفهم. 80 00:07:58,860 --> 00:08:05,220 نحن نؤمن بأن الخلاص في الإسلام يتحقَّق بالإيمان باتباع الأنبياء والرسل؛ 81 00:08:05,540 --> 00:08:12,660 فإذا قلنا: إنَّ سيدنا عيسى منقذ لمن اتبعوه في زمانه، 82 00:08:13,100 --> 00:08:20,340 فمن اتبع رسالته الحق فأولئك هم الناجون، 83 00:08:20,560 --> 00:08:26,600 وإن روح رسالته اليوم موجودة في تعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. 84 00:08:27,500 --> 00:08:32,580 إن المسلمين حقيقة يقدِّرون سيدنا عيسى أكثر من سواهم؛ 85 00:08:33,340 --> 00:08:37,600 لنوضح هذه النقطة علينا أن نحلِّل أربع نقاط: 86 00:08:38,580 --> 00:08:42,820 النقطة الأولى: جميع أنبياء الله يرتبط بعضهم ببعض. 87 00:08:43,200 --> 00:08:50,360 النقطة الثانية: إن الدين الوحيد المقبول منهجًا للحياة هو الإسلام؛ الخضوع لله وحده. 88 00:08:50,740 --> 00:08:57,620 النقطة الثالثة:إن سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم رسول ونبيٌّ من عند الله. 89 00:08:57,880 --> 00:09:08,780 النقطة الرابعة:إن سيدنا عيسى بعيد كلَّ البعد عن الافتراءات التي ادعاها أتباعه لاحقًا في حقِّه. 90 00:09:09,280 --> 00:09:13,900 خلال ملاحظاتي أرى أن معظم المسيحيين لا يلفتون النظر إلى الأديان الأخرى، 91 00:09:14,080 --> 00:09:22,520 الجيل القديم بين الخمسين والسبعين قد يكون لهم بعض المعرفة بدينهم ويتعاملون وفقًا لتعاليم كتبهم المقدَّسة، 92 00:09:22,820 --> 00:09:25,180 أما الجيل الذي تلاه والقادم فليس له اهتمام بذلك، 93 00:09:25,320 --> 00:09:28,760 والجيل الذي سيلي هذا الجيل سيبتعد بشكل نهائي عن المسيحية؛ 94 00:09:29,300 --> 00:09:37,500 لأنه للأسف في دينهم وفي حياتهم جعلوا أكثر شيء وكل شيء تجارة وتعلقوا بالمظاهر المادية ، 95 00:09:37,860 --> 00:09:39,040 كيف يكسب المال؟ 96 00:09:39,320 --> 00:09:40,460 كيف يبني له بيتاً؟ 97 00:09:40,640 --> 00:09:41,720 وكيف يشتري سيارة فارهة؟ 98 00:09:42,380 --> 00:09:47,140 نحن في الإسلام نؤمن بأن سيدنا عيسى لم يصلب، 99 00:09:47,680 --> 00:09:53,660 ولكننا نؤمن حقيقة بأن أحدًا غيره قد صُلب مكانه، 100 00:09:54,100 --> 00:09:57,120 وظهر وكأن سيدنا عيسى هو من صُلب، 101 00:09:57,700 --> 00:10:08,240 ولكننا نؤمن بأن الله قد حفظ نبيَّه ورفعه إليه، وأنه سيأتي مرَّة أخرى. 102 00:10:09,520 --> 00:10:13,780 ولكن في المسيحية فإنهم يؤمنون بأنه قد صُلب، 103 00:10:14,260 --> 00:10:19,240 وقد ذكر في الإنجيل أنه قال:(أبي أبي؛ لماذا ضحَّيت بي؟!). 104 00:10:19,740 --> 00:10:23,760 ولكننا نؤمن بأن هذه الكلمات لا يناسب المؤمن قولها، 105 00:10:23,960 --> 00:10:27,340 فهي لا تناسب رسولًا من الرسل، 106 00:10:27,420 --> 00:10:31,760 ناهيك عن ادعاء النصارى أنه ابن الإله أو الإله الابن 107 00:10:32,500 --> 00:10:40,740 ويعتقد أن الله تخلى عنه كأنه يتذمَّر من قدر الله، ويرفض الانصياع لأمره! 108 00:10:41,020 --> 00:10:45,640 فهذا دليل لنا أيضًا على أنَّ عيسى لم يُصلب، 109 00:10:46,960 --> 00:10:51,820 وكما في المسيحية فإنَّنا أيضًا نؤمن بأن سيدنا عيسى سيأتي مرة أخرى، 110 00:10:52,400 --> 00:11:01,140 ولكننا نؤمن بأنَّه في قدومه الثاني سوف يتبع تعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 111 00:11:01,480 --> 00:11:16,460 وأنه سيكون قائدًا يدعو الناس مجددًا لعبادة الله وحده والخضوع له. 112 00:11:16,980 --> 00:11:21,320 أريد أن أدعو كل من يشاهدنا من غير المسلمين حتى الآن 113 00:11:21,960 --> 00:11:26,740 أن أدعو كل واحد منكم للتفكر والنظر في كل ما تحدَّثنا عنه اليوم 114 00:11:27,140 --> 00:11:32,240 وأن تسأل نفسك: إذا كنَّا حقيقة نحبُّ سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم؟ 115 00:11:32,760 --> 00:11:35,240 إذًا انضم إلينا لتتبعه، 116 00:11:36,460 --> 00:11:41,560 انضم إلينا لتسير بنهجه وتعاليمه؛ 117 00:11:41,960 --> 00:11:44,600 هذا هو المؤشر الحقيقي لمحبتنا له، 118 00:11:45,140 --> 00:11:51,920 ولكي تصبح واحدًا من متبعيه حقيقة ولترافقه في الجنة في الحياة الأخرى؛ 119 00:11:52,380 --> 00:11:58,740 وبذلك نتبع ما ذكر مرة في الإنجيل أنه لا إله إلا الله، 120 00:11:59,060 --> 00:12:01,360 وأن هذه الإله هو خالق كلِّ شيء، 121 00:12:01,500 --> 00:12:05,300 وأنه وحده من يستحقُّ العبادة وأن نخضع له 122 00:12:05,720 --> 00:12:09,200 وبذلك نصبح متبعين لسيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم، 123 00:12:09,640 --> 00:12:12,740 ومتبعين بحقٍّ لكلِّ الأنبياء والرسل. 124 00:12:13,180 --> 00:12:16,760 لذلك أدعو كلَّ واحد منكم للتسليم لله، 125 00:12:17,040 --> 00:12:18,400 وأن يدخل في الإسلام؛ 126 00:12:18,640 --> 00:12:23,800 وبذلك نحقِّق الصلاح والنجاح في هذه الحياة، والأهم في الحياة الأخرى.